من ارشيف المخابرات الصدامية : مذبحة في فجر اسود .. قصي صدام والعقيد حسن العامري يعدمان الفي عراقي بيوم واحد في سجن (ابو غريب)!

بغداد- العراق اليوم:

بعد سقوط طاغية العراق صدام. ونظامه الفاشي في التاسع من نيسان عام 2003 صادرت القوات الامريكية، والمسؤولون العراقيون، أطناناً من الوثائق وكاسيتات الفيديو والفايلات وغيرها في مباني المخابرات العامة، و الأمن العام، وشعبة التجسس العامة، والشعبة الفنية، وغيرها من المقرات والبيوت السرية الأمنية، والمخابراتية .

كان خالد الجنابي يعمل برتبة ضابط نقيب في المخابرات العامة، وقد هرب إلى الأردن في يوم 25 / 6 / 1999 بعد  ان أعدم النظام شقيقه بتاريخ 7 / 2 / 1999 .

وسنحاول  بإيجاز كتابة بعض ما أفاد به النقيب خالد الجنابي عن مجازر  وجرائم صدام وقصي و بعض من أفراد نظام البعث العراقي التي اقترفوها بحق شعبنا العراقي دون ذنب، و بدون أن يمنحوا الشهداء حق الدفاع عن أنفسهم وفق القضاء و القانون بمثل ما تمتع به طاغية العراق صدام .

دخل خالد عزيز الجنابي جهاز المخابرات العراقية عام 1979  والتحق بكلية الأمن القومي 1989 وتدرج في المخابرات، حتى حصل على رتبة نقيب، إلى أن غادر العراق بجواز سفر مزور بإسم آخر إلى الأردن في يوم 25 / 6 / 1999 بعد مقتل شقيقه .

يتحدث خالد الجنابي هنا عن فجر يوم اسود صبغت ساعاته بالدم على يد المجرم قصي صدام بمساعدة وتنفيذ العقيد حسن العامري، اليكم حكاية الموت الأسود كما جاءت على لسان احد المساهمين فيها.. يقول النقيب خالد الجنابي :

 بتاريخ 15 / 3 / 1998 صدرت الأوامر بتطهير السجون العراقية وذلك بتشكيل لجنة من الإستخبارات و الأمن العام والجهاز الخاص و المخابرات العامة .

كان سجن (أبو غريب ) مقسماً إلى سجن عسكري خاص و سجن مدني .

وقد صدر أمر بتعيين مشرفين على سجن أبي غريب بتاريخ 15 / 3 / 1998 ، وهم :

النقيب عباس حسين علي ، من الإستخبارات العامة

قاسم كريم حمد القيسي ، من الأمن العامة

سعدون فرحان عبد الدوري ، من جهاز الأمن الخاص

النقيب خالد عزيز الجنابي ، من مديرية المخابرات العامة .

كان واجبنا ، كما يقول خالد ، هو الإشراف على السجناء ومتابعة التنفيذ ، مثلا إذا إنتهت مدة السجن و السجين لم يزل محبوساً، فإننا نقوم بالكتابة عن وضعه، ثم ننتظر الأوامر التي تصلنا بشأنه .  علماً بأن كل وجبة من المشرفين تتبدل كل عشرة أيام .

وهنا اتذكر إني أردت الذهاب إلى بيتنا في يوم 26 / 4 / 1998 لكن مدير السجن قال لي: يجب أن تبقى اليوم مع الآخرين لأن مسؤولا كبيرا سيزورنا .

فوجئنا في الساعة السابعة و النصف عصرا  أن الحرس الخاص قد ملأ السجن ، و علمنا من خلال انتشار الحرس الخاص أن قصي عندنا موجود .

 وبالفعل فقد جاءنا قصي و رحبنا به ولا حظنا أنه يعرف أو "يندل" المكان الذي جاء من أجله.

فقال قصي لمدير السجن العقيد حسن العامري، أريد أن أتجول في اركان السجن. واذكر  ان في السجن آنذاك حوالي  2000 سجين، وقد وجهت لهم إتهامات باطلة ، خاصة وان أكثرهم فقراء من الجنوب، اتهموا بتهم بعضها مضحك وغير صحيح، ومن بين تلك التهم العمل مع المعارضة، أو  الهروب من الجيش، أو الإنتماء لحزب معين ، ومن أجل أن يطبقوا عليهم عقوبة الإعدام، فقد اختلقوا لهم هذه التهم،  على الرغم  من ان أكثرهم محكوم بعقوبات خفيفة، وقسم منهم إنتهت مدة حبسه، و قسم آخر ينتظر الإفراج عنه . و لم يصلنا في حينه أي قرار بشأنهم من ديوان رئاسة الجمهورية ، و قلنا لقصي نحن ننتظر أمر رئيس الجمهورية ، لكي نتخذ الإجراءات بشأنهم .

فقال قصي للعقيد حسن العامري ، (إنتو لازم تنزلون عقوبة الإعدام بذوله الألفين واحد) .

 اعدام ألفين عراقي أية كارثة .

التفت حسن العامري لقصي، وقال له: سيدي هذا العدد كبير وما نقدر نخلصه، اضافة الى اننا ننتظر المراسيم الجمهورية!

 فقال قصي للعقيد حسن العامري: إنت تنفذ الإعدام وسوف يصلك أمر الرئيس!

ثم اكمل قائلاً: هذا الأمر من قصي

صدام، وعليك ان تنفذ، وسيأتيك الأمر  الرئاسي.

أوعز  لنا العقيد حسن العامري بأننا سنبدأ بالإعدام في الساعة  السادسة صباح يوم غد . ثم قال قصي : سأترك عندكم ضباطاً من الجهاز الخاص يشرفون عليكم .. ثم مضى !

ويكمل خالد الجنابي حديثه قائلاً : كانت لدينا في سجن أبي غريب خمس مقصلات . تنفذ بالعسكري عقوبة الإعدام والقسم الثاني شنقا .

يقول خالد، وبدأنا بالإشراف على عمليات الإعدام و الشنق لألفي عراقي بريء، من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة التاسعة مساءً .

و بعد الإنتهاء من جميع عمليات الشنق والإعدام، اتصلنا بقصي واخبرناه بإنجاز المهمة، فقال جيد، إعطوا الجثث لإهالي المعدومين، والبقية ادفنوهم في مقبرة الكرخ ! وقد وضعت أرقام وليس أسماء لكل قبر  من قبور  المدفونين.

و يستطرد خالد قائلا : لقد دامت عمليات تسليم و دفن الجثث ستة أيام . و أنا أعرف المقبرة جيداً،  وأستطيع المساعدة في تشخيص أسماء الشهداء الذين دفنوا بها من خلال قائمة أرقامهم .

ينهي خالد الجنابي قصة الموت قائلاً : هذا ما حصل في (ابو غريب)، فماذا أقول عن مجازر لا تقل بشاعة وفظاعة حصلت في سجن الرضوانية ومعتقلات الحاكمية، وغيرها دون ان يعلم بها العراقيون وغير العراقيين ؟!

 

 

 

 

 

 

علق هنا