من يقف خلف استبعاد القائد عبد الوهاب الساعدي: الغيرة والحسد، أم الخوف من تصاعد شعبيته؟

 هشام الهاشمي

عن إستبعاد القائد البطل عبد الوهاب الساعدي عن المشاركة في معركة تحرير تلعفر، كتب المحلل الأستراتيجي و الخبير بشؤون الجماعات الأسلامية الدكتور هشام الهاشمي مقالة نشرها في صفحته الشخصية، ينشرها (العراق اليوم) كما هي نصاً:

ما يغيظ الحسدة، وكذلك حملة الرتب الحزبية الفخرية من المصدومين بشعبية الفريق الساعدي، هو أخلاقه الناصعة ورفاقه، والقوة الباقية الصادمة لداعش وانصارها.

الخطير ليس تحييد قائد محترف كتب له القبول عند كل المكونات العراقية، بل تحجيم القيادة الوطنية، وتقديم الرتب الحزبية التي ولائها الحزبي أولا، ثم الوطن ثانيا، وستكون هذه لوثة بحق من شارك في اتخاذ هكذا قرار، وسبّة، وشبهة على من تأمر، ثم سقطة عسكرية لا سمح الله.

الانتصارت النوعية الميدانية التي تحسب لقوات مكافحة الإرهاب تحققت تحت قيادة الساعدي وأشراف قادة العمليات المشتركة، الساعدي لم يهزم في اي قيادة ميدانية نسب لها، معركة تحرير غرب ومركز تكريت واطرافها نيسان 2015 ومعركة الفلوجة ومعركة شرق الموصل ومعركة غرب الساحل الأيمن، جبهات معقدة وبؤر صعبة، وحرب هجينة وغير تقليدية، كما هو ظاهر من سير تلك المعارك، نجح الساعدي في كل مرة بمباغتة وحدات بتكتيكات جديدة. الآن فرصة يمكن البناء على عظيم خبرته لتحقيق الاختراق والنفوذ الى مركز تلعفر باقل خسائر واقل جهدا وبزمن قياسي.

كل قائد ميداني له نقطة قوة في مركز ثقله العسكري والمعلوماتي والذكاء الفطري، وبمقدور كل قائد التناسق مع تناقضات العدو والبيئة المحتلة وهذا يحتاج الى ثقة المواطن بذلك القائد، ومعركة الموصل اثبتت كيف كسب الساعدي قلوب العامة ونجح من خلال معلوماتهم في السيطرة والتحكم بسير المعارك. هذه الإنجازات التأريخية خلال عامين للساعدي، تبرهن على ما قيل سابقاً من أن جهات حزبية حاسدة منعت توليه زمام قيادة إبطال مكافحة الإرهاب في معركة تلعفر القادمة بل صارت تعمل على تجميد كل من هو على شاكلته من الماهرين الوطنيين.

نعود ونكرر، ما زال مشروع تثبيط القوات المسلحة الوطنية المستقلة قائماً، وفعالياتهم الجديدة تحييد القيادات الوطنية الماهرة ونقلهم إلى مناطق شبه آمنة كي ينسب النصر المكلف الى خصومهم الفاشلين والفاسدين تحت عنوان النصر على داعش.

 

علق هنا