من ارشيف المخابرات العراقية: كيف وجه مرافق صدام مسدسه الى رأس سيده في عيد الأضحى بتكريت؟

بغداد- العراق اليوم:

في واقعة حدثت في 5 مارس 2001 تكتمت عليها المخابرات العراقية حدثت أثناء الإحتفال في تكريت بعيد الأضحى المبارك الذي كان يوافق ذلك اليوم , وحضر صدام حسين الإحتفال حيث نُحرت الخراف إبتهاجاً بقدومه , وأثناء وجود صدام في خيمة كبيرة أُعدت للإحتفال فاجأ أحد أبناء العشائر الرئيس بقوله إنهم إكتشفوا في تكريت شاباً يملك طاقات خارقة، بأن يستطيع أن يُطلق الرصاص من مسدسه داخل فمه دون أن يصيبه أذى ، وبغير أن ينزف قطرة دم واحدة, إبتسم صدام وقال هذه حكاية قديمة ، أنا أتذكر أننا عرفنا شخصاً يفعل الشيء ذاته قبل عشرين سنة , وواصل المتحدث قوله إن الفتى في العشرين من عمره ويستطيع أيضاً أن يُصوِّب المسدس إلى صدغه ويُطلق النار ولا يصيبه  ضرر , وإذا قام أحدهم بإطلاق النار عليه يعجز عن إصابته بأي خدش , وأمام إستغراب الحضور وتعجُّب بعضهم وإستخفاف البعض الآخر ضحك صدام وقال ( زين جيبوه , الجو عيد ونحن هنا للتسلية) وخرج من بين الحضور فتىً في مقتبل العمر، فسأله صدام عن إسمه وقصة حياته وكيفية بداية المعجزة معه فأخبره الفتى أنه إكتشف ذلك بالصدفة عندما كان في مرة يتشاجر مع بعض الأصدقاء، فتطوّر الخلاف وأطلقوا عليه النار من مسدس عن بُعد أقل من متر ولم يُصب بأيّ جرح, فسأله صدام: ما إذا كان مستعداً لتحمل خطر تجربة قدراته الخارقة أمام الجميع، فوافق الفتى. وبعد أن أحاط به الحرس الخاص، تناول الفتى مسدساً ثم وضعه فى فمه وأطلق رصاصة دوّى صداها، وظل الفتى واقفاً مُعافى، ثم تقدم خطوات إلى الرئيس وفتح فمه كاشفاً عن عدم تعرُّضه لأيِّ أذى, فطلب أحد مرافقي الرئيس إذناً بفحص رصاصات المسدس ليؤكد فيما بعد أنها كانت رصاصات حقيقية, فسأل صدام الفتى (إذا أطلق أحدهم الرصاص على رأسك فهل تكون النتيجة نفسها ؟)

رد الفتى بالإيجاب داعياً الرئيس إلى أن يطلب من أحد الحاضرين إطلاق الرصاص على رأسه، وتبرّع أحد مرافقي الرئيس بأداء المُهمة وتقدم إلى وسط الخيمة بالقرب من مقعد الرئيس حيث يقف الفتى الخارق، فأخرج المرافق مسدسه وصوّبه بإتجاه رأس الفتى , وفجأة وجّه المرافق مسدسه نحو صدام فسارع أحد شيوخ عشيرة البوناصر من أقرباء صدام إلى رفع عصاه وضرب بها يد المرافق فانحرفت الرصاصة لتستقر في أعلى قبعة وطبان الحسن التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس حيث كان يجلس بجوار صدام , فهجم فريق حماية الرئيس على المرافق ورموه أرضاً وإنهالوا عليه بالضرب, وفيما كان أحدهم يُجهِّز مسدسه صاح بهم صدام بأن لا يقتلوه ويكتفوا بتقييده للتحقيق معه لمعرفة دوافعه ومن يقف وراءه.

 إنفضت جموع الناس وهم جميعهم من الأقرباء والعشيرة، فيما ضُرب طوقٌ أمني حول الرئيس الذي إنتقل إلى القصر، وتسلَّم سكرتيره عبد حمود التكريتي الإشراف على إستجواب المرافق المعتقل والفتى الخارق طوال الليل , وأُستدعي للتحقيق أولئك الذين طرحوا على الرئيس فكرة الفتى الذي لا يؤذيه الرصاص  وأعدّ قُصي صدام خلية أمنية إستخبارية طارئة، وأُسدل ستار كبير من السرية والكتمان على العملية , وكشفت بعض أجهزة الرصد في اليوم التالي عن حملة إعتقالات واسعة في تكريت وفرار عدد من ضباط الحرس الجمهوري وجَرَت إعدامات في صفوف الحرس الخاص، مع إجراء تغييرات قيادية في هذا الجهاز الذي كان يترأسه قصي إبن الرئيس, وكانت تلك الواقعة قبل ستة أشهر من أحداث 11 سبتمبر.

 

علق هنا